بأوراق الحكيم: كيف سنواجه إيران وما هي نقاط قوة وضعف الخصم؟
يستعد منتخبنا لخوض المواجهة الأهم بتاريخه والتي قد تودي بنا لكأس العالم للمرة الأولى وبما أن منتخبنا عوّدنا على غياب كلمة المستحيل عن قاموسه فمن حقنا الطبيعي أن نفرد نقاطنا ونقاط الإيرانيين ونحكي عن مواجهة "الند للند" ونتحدث عمّا يمكن أن يفيدنا أو يضرنا وواقع التاريخ يقول أن تفوق الإيرانيين علينا بميدانهم يبدو بسيط جداً ففي آخر 5 مباريات رسمية جمعتنا معهم بميدانهم تمكننا بالمرات الخمس من العودة بالتعادل علماً أننا خسرنا معهم آخر 4 مباريات رسمية بدمشق مما يعني أننا كنا نتعادل بطهران ونخسر بميداننا فبما أننا غيرنا معادلة الميدان هذا العام فما الذي يمنع من تغيير معادلة خارج الميدان أيضاً وتحقيق الانتصار الثاني له بديارهم تاريخياً؟
اعرف خصمك...
قبل أن نبدأ بالحديث عن منتخبنا دعونا نتناول أبرز ما أظهرته إيران خلال التصفيات وعلى أساسه نتحدث عن الطريقة الأفضل لمواجهتم...
الدفاع:
كما يعرف الجميع لم تتلقَ إيران أي هدف بالتصفيات لكن هذا لا يعني استحالة هز شباكهم فأمام الصين وكوريا تحديداً ضاعت فرص لا تصدق ونجى مرمى الإيرانيين وبالتالي هز الشباك ليس أمراً خيالياً...نقطة الدفاع الأهم والأكبر بإيران هي بمواجهة اللاعبين القادرين على التحكم بالكرة سواء بالاحتفاظ بها أو بالمهارة حيث يتأخر اللاعب الإيراني دائماً بالحركة بمواجهة "1 ضد 1" عدا عن بعض حالات التهور التي كلفت الفريق عدة أخطاء بالقرب من منطقة الجزاء بلقاء كوريا وهذا عامل قد يساعدنا كثيراً خاصة بوجود السومة الذي يعرف كيفية استثمار الركلات الحرة إضافة لما يمكن أن يحدثه وجود المهاري المواس حيث تزداد معاناة الإيرانيين بالمهارات عبر الأطراف.
إضافة لهذا يعتمد الإيرانيون على دفاع المنطقة حيث يحاول كل لاعب الحصول على نقطة معينة والتمركز بها وبالتالي يمكن اللعب على المساحات الميتة بين اللاعبين وهو ما فعلته الصين حين خلقت خطورة كبيرة لكن نقصتها اللمسة الأخيرة، على صعيد نقاط القوة لا يمكن مواجهة الإيرانيين بالكرات العالية على الإطلاق وهو السبب الرئيسي بنجاحهم حتى الآن إضافة لذلك يتمتع الفريق بتنظيم عالٍ جداً وبالتالي يمكن القول أن المهارة هي الحل الأفضل للاختراق وبما أن فرق آسيا بمعظمها لا تجيد استغلال هذا العامل بشكل جيد نجح الإيرانيون بالوصول لهذه الجولة بشباك خالية.
الهجوم:
يعتمد الإيرانيون على البينيات واللعب نحو العمق، لا يحاول الإيرانيون كثيراً نقل الكرات للأطراف إلا لإعادة بناء العمق من جديد حتى جناحي إيران يعتمدون على اللعب نحو الداخل وتحديداً الجناح الأيمن جاهانباخش والعامل الأصعب هو أن الإيرانيون يمثلون المنتخب الأفضل هجومياً باللعب دون كرة ويحاول المهاجمون دائماً إيجاد مساحة من خلال السرعة للاستلام ولعب الكرة نحو المرمى حتى لو من لمسة واحدة.
الحل لمواجهة هذا الأمر هو تركيز العمق بشكل يمنع أي لاعب من الوصول بسهولة وهذا الخيار يبدو صعباً بظل مرونة الإيرانيين لذا الحل الأفضل ربما يكون بالإغلاق على صانعي اللعب بشكل جيد خاصة لاعبي الوسط دياغاه وشجاعي كي نمنعهم من نقل كرات خطرة مباشرة نحو عمق منطقتنا.
إضافة لكل هذه النقاط يملك الإيرانيون قدرة هائلة بالكرات العالية، تماماً مثل الدفاع، وتكمن الخطورة الأكبر باستثمارهم الكرات الثابتة كونها تعتمد على العرضيات والتحرك دون كرة وهذين العاملين يجسدان أهم نقاط قوة الإيرانيين.
كيف يجب أن نلعب؟
أمام هذه العوامل قد تكون الطريقة التي واجهنا فيها قطر مناسبة للإيرانيين...بالدفاع قد يكون الأفضل هو الاعتماد على زاهر ميداني إلى جانب أحمد الصلاح لأن ميداني أظهر قدرة ممتازة على قراءة اللعب وهو ما سيساعده على التقليل من خطورة التحرك دون كرة، الظهير الأيسر سيكون بالتأكيد العجان أحد أكثر عناصر المنتخب ثباتاً بالمستوى أما الظهير الأيمن فيبدو أن الشبلي هو الخيار المفضل للحكيم ولو أن الجنيات قد يكون الأكثر هدوءاً.
بالوسط سيكون الاعتماد على ثنائي ارتكاز صريح أمر مهم للإغلاق على مفاتيح اللعب كون هذا يمثل الحل الأفضل لإيقاف الهجوم الإيراني أما الاعتماد على خريبين والمواس على الأطراف فسيسبب صداع هائل للإيرانيين بسبب المهارة التي يتمتع بها الثنائي إضافة لقدرتهما على الاحتفاظ بالكرة، الخطيب سيجمّد أمامه لاعب من لاعبي الوسط وإن لم يتم ذلك سيكسر الخطيب تغطية المنطقة التي يعتمد عليها الإيرانيين ويفتح لذاته مساحة بالعمق تربك حساباتهم أما السومة فمهمته الأكبر هي أن يحاول الحفاظ على تجميد لاعبي العمق ومنعهم من مساندة زملائهم أما من الناحية التهديفية فقد يكون صعباً عليه المواجهة بالطول لكن السومة يجيد الكرات الأرضية ويجيد التحرك وفتح المساحات لذا سيشكل ورقة مهمة بمنظومة الكرات الأرضية.
كل هذه النقاط يعرفها جيداً مدربنا أيمن الحكيم ونأمل أن تكون هي مفتاح النصر الأكبر والعبور لكأس العالم لأن رجالنا أثبتوا أحقيتهم بهذه الخطوة وبالنهاية نأمل التوفيق لنسور سوريا وموعدنا القادم سيكون إن شاء الله بعد احتفالات التأهل.
الجمعة 20 أبريل 2024
