بأوراق المنتخب: كررنا الخطأ الأكبر بمباراة للنسيان
موقع اللاعبين السوريين المحترفين في June 14 2017 14:41:10


انتهى لقاء نسورنا مع الصين بتعادل ضيّق علينا مجال الحلم قبل جولتين من نهاية التصفيات المونديالية التي شهدت على تقديمنا لأسوأ أداء لنا منذ سنوات أمام التنين الذي لم يعرف كيفية التهامنا بظل افتقاره هو الآخر للأسلحة المطلوبة للنجاح لكن ماذا حدث أمام الصين؟ وما الذي تسبب بظهورنا هذا الشكل الكارثي؟ أسئلة سنحاول الإجابة عنها ولو أن الجواب الأهم سيبقَ بعهدة الجهاز الفني الذي يحتاج لتسجيل نقاط سلبية كثيرة من لقاء اليوم.

تكرار الخطأ...

خلال مشوارنا بالتصفيات دخلنا سابقاً مباراة قطر بثلاثة لاعبين بالارتكاز وكانت النتيجة تقديمنا بداية كارثية للمباراة تسببت بسقوطنا ويومها اعتقدنا أن هذه الطريقة باللعب لن تتكرر كون المنتخب قدم معها أسوأ أداء ممكن لكن للأسف تكررت هذه الطريقة أمام الصين ودفعنا الثمن غالياً لأننا ببساطة لا نملك القدرة على بناء محور قيادي يتحكم باللقاء ويضبط الدفاع والهجوم.

أن تلعب بثلاثي بالمحور هذا يعني أن ثلث عدد لاعبي فريقك سيتواجدون بعمق الملعب وهو ما يحتم عليك بالضرورة اختيار التحكم باللقاء إما من خلال تنظيم خطّي دفاع متماسكين لمنع الهجمات أو بالدفع للأمام وخلق زيادة هجومية بعمق منطقة الخصم لكن لم يحدث لا الاحتمال الأول ولا الثاني وغابت القيادة عن وسط الفريق فكانت الكرات الصينية تصل بسرعة لعمق منطقتنا وبالمقابل كان هجومنا يعتمد على الإمكانيات الفردية لثلاثي المقدمة دون مؤازرة من لاعبي المحور لا بالصناعة ولا بخلق الزيادة العددية ليبدو منتخبنا معطّلاً بمنطقة الوسط ليس بسبب مشكلة فردية باللاعبين بل بسبب عدم قدرتهم على التحكم بإيقاع اللقاء وعدم ملاءمتهم لهذا الأسلوب.

خط دفاعنا...

بكل تأكيد قدم دفاعنا الأداء الأسوأ بهذه التصفيات ليس لأننا تلقينا هدفين بل منذ الشوط الأول كانت الكرات تذهب من الأطراف لعمق المنطقة بسهولة ولم نشاهد مؤازرة جيدة من الأجنحة دفاعياً خاصة من الخاصرة اليسرى ولا يلام اليوسف لوحده بهذه النقطة بل يشاركه لاعبو الارتكاز المسؤولية ليتحمل عجان ضغطاً هائلاً أجبره على استنفاذ كل قدرته على الجري إضافة لذلك تكررت ذات الملاحظة التي تحدثنا عنها أمام اليابان بكثرة تقدم عمرو ميداني وتركه لمكانه وهو ما كان يساعد بإحداث خلل سريع بالعمق تماماً كما حدث بالهدف الثاني دون أن ننسَ ظهور الفارق الواضح بالسرعات بين لاعبينا ولاعبيهم لصالح الصينيين طبعاً.

ضياع هجومي...

اعتمد هجومنا اليوم على القدرات الفردية للاعبين فإما اختراق وكرة عرضية أو بحث عن خطأ صيني ظهر بالهدفين وبالمجمل عادت مشكلة التباعد بين اللاعبين مرة أخرى وهو ما سهل مهمة الصينيين بالحد من خطورة لاعبينا رغم ظهور الدفاع الصيني بمستوى ضعيف جداً.

بمباراة اليابان لعبنا بنفس الخطة لكن 2 من ثلاثي المحور نجحوا بتقديم مؤازرة هجومية أعطت الفريق زيادة عددية ومنعت المنافس من خلق الضغط على لاعب أو اثنين لكن هذا لم يتكرر أمام الصين، أما المهاجم مارديكيان فقدم شوطاً ممتازاً حين كانت تصله الكرات فتسبب بركلة الجزاء ومن ثم كاد أن يصنع هدفاً من عرضية لكن بالشوط الثاني وقع بالخطأ بسبب كثرة تواجده بموقف التسلل من جهة وبسبب قلة الكرات التي وصلته.

سيناريو...

بدأنا اللقاء بارتباك واضح تجسد من خلال فشلنا بقطع كرات سهلة ولم يتسبب الهدف بإخراج الفريق من حالته بل قدمنا وسط الملعب للصينيين الذين لم يعرفوا كيفية استثمار الأمر فأهدروا كرات بالجملة بضعف صناعتهم للعب.
في الثاني لم نحسّن حالنا واستمر اللعب بالنار حين رضخنا للبقاء بالخلف ولم نجرب حتى الضغط على الدفاع الصيني الهش رغم أن هذا الاحتمال كان من الممكن أن يهدينا المباراة، زاد الأمر سوءاً مع دخول النكدلي الذي قدم أسوأ مبارياته مع المنتخب فلم يقدم الإضافة البدنية التي اعتدنا عليها ولم يجري ويبحث عن تجديد الدماء كما فعل البديل الآخر قلفا ليزيد نكدلي من معاناة الفريق بدلاً من إنقاذه.
هدفي الصين كانا مع إحساس الضيف بقدرته على التسجيل وسوء حال فريقنا ولم يكُن نتيجة تحول جذري باللقاء فنحن لم نقدم المأمول طوال اللقاء وكذلك الصينيين إذا ما استثنينا دقائق تسجيلهم لهدفين متتاليين والحصيلة كانت فريقين يلعبان دون المستوى ويخرجان بتعادل.

هاني سكر - خاص موقع اللاعبين السوريين المحترفين